هل تعلم ما هو الفرق بين اليهودية والمسيحية والإسلام؟ ومن هو "الله" في كل دين؟
ثلاث ديانات... ثلاث كتب سماوية... ثلاث معتقدات مختلفة... والسؤال المحير: أين هو الدين الحق؟
كل أتباع هذه الديانات يعتقدون أن دينهم هو الصواب.
المسلم يؤمن بأن الإسلام هو الدين الحق. المسيحي يرى أن الإيمان بالمسيح هو الطريق الصحيح. واليهودي يعتقد أن اليهودية هي ديانة الله المختارة.
لكن المشترك بينهم؟ كلهم يُصنَّفون ضمن ما يُعرف بـالديانات السماوية، أو كما يُطلق عليها أرضيًا: الديانات الإبراهيمية، لأن جميعها تعود جذورها إلى النبي إبراهيم عليه السلام.
لكن كيف ترى كل ديانة النبي إبراهيم؟
▪️ في اليهودية: إبراهيم هو الأب الروحي لبني إسرائيل، والشعب المختار هم بنو إسرائيل فقط.
▪️ في المسيحية: إبراهيم يُعتبر مثالًا للإيمان، لكن الإيمان الحقيقي يكون بالمسيح نفسه.
▪️ في الإسلام: إبراهيم هو خليل الله وأبو الأنبياء، وقد أتى بعده كل من موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام.
لكن هنا تبدأ الخلافات.
اليهودية لا تعترف لا بالمسيحية ولا بالإسلام.
المسيحية لا تعترف بنبوة محمد.
الإسلام يؤمن بأن كل الرسالات السابقة حُرّفت، وأن الإسلام هو آخر وأكمل الرسالات.
وأكبر نقطة خلاف؟ من هو الله في كل ديانة؟
▪️ اليهودية: تؤمن بإله واحد، لكنه خاص ببني إسرائيل فقط.
▪️ المسيحية: تؤمن بإله واحد، لكنه يتجلى في ثلاثة أقانيم: الأب، الابن، والروح القدس.
▪️ الإسلام: يؤمن بإله واحد أحد، لا شريك له، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد.
طيب، وماذا عن الأنبياء؟
▪️ اليهود يؤمنون بموسى كنبي رئيسي، ولا يعترفون بعيسى ولا بمحمد.
▪️ المسيحيون يؤمنون بعيسى، ويرون أنه أكثر من نبي، بل هو ابن الله أو الله المتجسد.
▪️ المسلمون يؤمنون أن عيسى نبي من أولي العزم، وأن محمدًا ﷺ هو خاتم الأنبياء.
أما الكتب المقدسة:
التوراة: كتاب اليهود، يروي تاريخ بني إسرائيل وتشريعاتهم.
الإنجيل: عند المسيحيين، مجموعة روايات عن حياة وتعاليم المسيح.
القرآن: عند المسلمين، كلام الله المحفوظ من التحريف.
وأخيرًا، ماذا عن الآخرة؟
▪️ في اليهودية: لا تركيز كبير على الجنة والنار، ويُعتقد أن الأرواح تذهب إلى عالم سفلي.
▪️ في المسيحية: الجنة والنار موجودتان، ودخول الجنة مرتبط بالإيمان بالمسيح.
▪️ في الإسلام: هناك حساب وجزاء؛ الجنة لمن آمن وعمل صالحًا، والنار لمن كفر وأعرض.
وفي النهاية، يقول القرآن:
"اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ. صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ"... آمين.
في نهاية هذا المقال، ندرك أن فهم الأديان السماوية لا يقتصر على معرفة الأسماء والرموز فقط، بل يتطلب التعمق في التاريخ، والتمييز بين الوحي والتحريف، وبين الحق والباطل.
ورغم كل الخلافات، يبقى السؤال الأهم:
هل تساءلت يومًا، هل أنا على الطريق الصحيح؟
ابحث، اقرأ، اسأل... فالحقيقة لا تخاف من التحقيق.
ولا تنسَ أن الهداية من الله، لكنها لا تُمنح إلا لمن طلبها بصدق.
قال الله تعالى:
"فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ" [الأنعام: 125].
ما يُنير عقلك، فلا تتردد في مشاركته مع غيرك.
واعلم أن نشر العلم... قد يكون سببًا في هداية إنسان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.